غرس الأسنان

 

مع التطور المذهل فى مجال غرس الأسنان أصبحت عملية غرس الأسنان مثلها مثل التطبيقات العلاجية الأخرى فى الفم داخل عيادة أخصائي غرس الأسنان حيث إن خدمة الغرس تغير غالبية أنواع المرضى الذين فقدوا أسنانهم أو جزء منها.

كما اصبح المصطلح رفض الجسم للغرس غير موجود بالمرة كما إن نسب نجاح العلاج ترتفع عن نسب العلاجات الأخرى حيث تصل الى 98% فى الفك السفلى و 95% بالفك العلوى كما اصبح المصطلح العلمى (osseointegration ) وهو يعنى ثبات الغرسة فى عظام الفك من الأمور الثابتة والمستقرة علميا ومعمليا منذ خمسة وثلاثون عام.

ثم بدا التطور والتحديث يطرأ على الخدمة العلاجية نفسها فبعد إن كانت الغرسات تستخدم كوظيفة ناجحة فقط للمضغ والأكل اصبح الاتجاه العالمى ألان يتحرك نحو ما يسمى ( بغرس الأسنان التجميلى ) وهو استعاضة جزء من الأسنان المفقودة فى الجزء الأمامي من الفك العلوى أو السفلى وهو ما يقصد به الأسنان الأمامية التى تظهر عندما يضحك المريض وهنا تتجه الأبحاث الى استعاضة السنة أو الأسنان المفقودة بغرسات تركب عليها من البورسلين تشابه تماما الأسنان الطبيعية المفقودة . ليس فقط من حيث لون الأسنان وتطابقها وكن من حيث خروج الغرسة من اللثة وكان ذلك ممكنا فى التطبيق الإكلينيكي بنسبة عالية ( وكن فى حالة فقدان سنه واحدة فقط) وعندما تكون هناك اكثر من سنه مفقودة فكانت المشكلة تكمن فى المثلث اللثوى ما بين الغرستين هذا المثلث اللثوى (Inter Dental Papilla) كان صعبا بالمرة وشبه مستحيل استعاضته. وكان هذا مربط الفرس للتحدى فى هذه النقطة الحساسة فكانت تظهر على شكل مثلث فراغى خالى من اللثة يظهر على شكل مثلث اسود .

ابتكر أخصائي غرس الأسنان الدكتور / عبد السلام العسكرى خريج جامعة الإسكندرية والحاصل على درجة الزمالة فى غرس الأسنان من الجمعية العالمية لغرس الأسنان ومقرها نيويورك بأمريكا طريقة جديدة وحيدة فى العالم والأولى من نوعها لاستعاضة ما يسمى ب (Inter Dental Papilla) ما بين غرستين فى الأسنان الأمامية مما كان له الأثر العميق فى اختفاء هذا المثلث الأسود الذى كان يسبب أرقا شديدا لأخصائي غرس الأسنان فى مثل هذه الحالات .

هذا الابتكار عبارة عن شريحة دقيقة جدا من معدن التيتانيوم توضع بين الغرستين بحيث يوضع بداخلها بودرة من مادة عظمية لكى تنمو وتصبح عظم أساسي يرفع مستوى اللثة لتغلق هذا المثلث الأسود.

ومن هنا كانت البداية حيث أثبتت الدراسات الأولية على 7 من المرضى أجريت لهم هذه الطريقة نجاحا منقطع النظير لفتت انتباه العالم وخاصة فى أمريكا.

تم تسجيل هذا الاختراع تحت اسم ( El Askary Papilla Template ) فى أمريكا تحت رقم 60/158,166 وقد ألقى الدكتور عبد السلام العسكرى محاضرات مختلفة فى سويسرا وأمريكا (فى عدة جامعات ) عن هذا الاختراع وكان الاستحسان والتقدير وقد قبل هذا البحث للنشر فى مجلة من اعرق المجلات المتخصصة فى زراعة الأسنان فى العالم فى شهر مارس 2000.

وتجرى المفاوضات حاليا مع عدة جامعات وشركات متخصصة فى هذا المجال لتطبيق هذا الاختراع على المستوى التجارى وعلى مستوى البحث العلمى ومن ثم التطبيق الشامل.

والحق بالحق يذكر إن الدكتورة هالة سرحان أول من استضافني فى برنامجها الشهير (الليلة) على قناة ART لشرح تفاصيل هذا الاختراع حيث تقابلنا بالصدفة فى مهرجان السينما بالإسكندرية هذا العام حيث إن لنا صديقة مشتركة وهى الفنانة الكبيرة يسرا التى كانت همزة الوصل بيننا. وهى من الفنانات الفخورين بكل ما هو مصري يصل الى مستوى العالمية .

ومن جهه أخرى تم ترشيح اسم الدكتور عبد السلام العسكرى من بين عدة أسماء لنيل جائزة علمية كبيرة فى الولايات المتحدة فى عام 2000 وتسمى ( Ralf McKinney a ward ) وذلك استحقاقا عن جهوده فى هذا المجال وسوف تظهر نتيجة هذا الترشيح فى بداية عام 2000 حيث إن الدكتور عبد السلام العسكرى هو الطبيب الأول والوحيد فى الشرق الأوسط الذى تم ترشيحه لنيل مثل هذه الجائزة .